أكد مصدر موثوق في وزارة الصحة السودانية تشخيص نحو 60 إصابة بحمى الضنك في العاصمة الخرطوم، خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال المصدر لموقع سكاي نيوز عربية إن المرجح أن يكون عدد الحالات أكبر من الرقم المسجل، نظرا لأن الكثير من المرضى لا يقومون طوعا بإجراء الفحوص المعملية اللازمة ويلجاون مباشرة لأخذ جرعات الملاريا المنتشرة بكثرة في السودان والتي تتشابه أعراضها إلى حد ما مع أعراض حمى الضنك.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها حالات إصابة بفيروس حمى الضنك في العاصمة الخرطوم، لكن الفيروس تسبب في مقتل نحو 40 شخصا بعد انتشاره في الربع الأخير من 2022 في أكثر من نصف ولايات البلاد البالغة 18 ولاية.
وسجلت خلال الفترة المذكورة نحو 2500 حالة، لكن منظمات صحية مستقلة تقول إن العدد كان أكبر بكثير.
ما هي حمى الضنك
حمى الضنك هي مرض فيروسي؛ ينتقل إلى الإنسان بواسطة لسعات إناث بعوض من فصيلة الزاعجة المصرية، الحاملة للعدوى.ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه ورغم أن معظم حالات الإصابة بحمى الضنك لا تكون مصحوبة بأعراض، أو قد تكون مصحوبة بأعراض خفيفة، فإنها تظهر كمرض شبيه بالأنفلونزا يصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين. وعادة ما تدوم أعراض المرض فترة تتراوح بين يومين و7 أيام في أعقاب فترة حضانة تتراوح بين 4 و10 أيام بعد تعرض الفرد للسع بعوضة مصابة بعدوى المرض.
وتبدأ الأعراض في الغالب بصداع شديد مصحوب بغثيان وألم وراء العينين وفي العضلات والمفاصل، مع ظهور طفح جلدي في بعض الحالات. وعادة ما يدخل المريض ما يسمى بالمرحلة الحرجة في غضون 3 إلى 7 أيام بعد ظهور أعراض المرض عليه.
وخلال 24 إلى 48 ساعة من المرحلة الحرجة، يمكن أن يظهر على جزء صغير من المرضى تدهور مفاجئ في الأعراض، مما قد يشير إلى إصابته بحمى الضنك الوخيمة التي تسبب مضاعفات مميتة ناجمة عن تسرب البلازما، أو تراكم السوائل، أو ضيق التنفس، أو النزيف الشديد، أو قصور أداء أعضاء الجسم.
وفي المراحل الحرجة من المرض بشعر المريض بألم شديد في البطن مصحوبا بتقيؤ مستمر، وسرعة التنفس، ونزيف اللثة أو الأنف، والإجهاد والتململ، مع وجود دم في القيء أو البراز.
ونظرا لأن البعوض هو الناقل الرئيسي للمرض، فإن قرب مواقع تكاثر البعوض الناقل من سكن الإنسان يعد واحداً من أخطر وأهم عوامل الإصابة بحمى الضنك.
مشكلة جوهرية
في حين تشكل المياه الراكدة والملوثة بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، تعاني الخرطوم والعديد من مدن البلاد الأخرى من تراكم المياه في الشوارع والأحياء السكنية على مدار العام بسبب تقادم شبكات توزيع مياه الشرب وسط مخاوف من اختلاطها بمياه الصرف الصحي.وفي الواقع هنالك هوة كبيرة بين مستوى تطوير شبكات ومحطات الضخ والتوسع الجغرافي والبشري الذي شهدته العاصمة الخرطوم والمدن الاخرى خلال السنوات الماضية.
ويعزي عبد الرازق مختار المدير الأسبق لهيئة توفير المياه في ولاية الخرطوم أسباب تراكم المياه لسببين أحدهما موسمي يتعلق بموسم الأمطار، والثاني يتمثل في تقادم شبكات التوزيع وتراجع مستوى كفاءتها. ويوضح مختار لموقع سكاي نيوز عربية أن شبكات توزيع المياه تعاني من مشكلات كبيرة بسبب تقادمها وعدم كفايتها.
وأصبح تقادم شبكات توزيع المياه واحدة من الأسباب التي تساعد على توالد نواقل الأمراض، وتنعكس هذه المشكلة بشكل جلي في سجلات الأمراض المنقولة عبر الحشرات التي تتوالد في المياه الراكدة، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة نحو 1.8 مليون نسمة أي قرابة ال 5 في المئة من سكان السودان بالملاريا.
مخاوف كبيرة
وتأتي موجة حمى الضنك الحالية في ظل مخاوف كبيرة من انهيار القطاع الصحي وعدم قدرة المرضى على دفع فاتورة العلاج التي تضاعفت العام الماضي 10 مرات في المستشفيات الحكومية.ورات أديبة السيد عضو نقابة الأطباء الشرعية واللجنة التنفيذية لمكتب الأطباء الموحد أن الوضع الصحي سيزداد تازما نظرا لارتفاع معدلات الفقر في السودان والتي تصل إلى أكثر من 50 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة.
وقالت أديبة السيد لموقع سكاي نيوز عربية إن النظام الصحي يعاني أصلا من مشاكل كبيرة بسبب هجرة إعداد كبيرة من الأطباء وتدهور بيئة العمل والمستشفيات.
حقائق
● 800 في المئة ارتفاع عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في العالم خلال العقدين الماضيين بمعدل إصابة سنوي يقدر بنحو 4 ملايين.
● 4 آلاف حالة متوسط الوفيات السنوي في مختلف أنحاء العالم، ويعتب الأشخاص الأصغر سنا أكثر عرضة للمضاعفات التي تؤدي للوفاة.
● 100 بلد في أفريقيا والأميركيتين وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ ترزح تحت وطأة المرض.
2019 كان العام الأسوأ من حيث عدد من حالات الإصابة بحمى الضنك حيث سجلت أكثر من 5 آلاف حالة على مستوى العالم.
أهم التحوطات
● مكافحة البعوض الناقل باستعمال مبيدات الحشرات المناسبة في جميع أماكن السكن.● تغطية حاويات تخزين المياه المنزلية وتفريغها وتنظيفها أسبوعياً.
● اللجوء إلى تدابير الوقاية المنزلية الشخصية مثل سواتر النوافذ والمواد الطاردة والوشائع وأجهزة التبخير.
● ارتداء الملابس التي تقلل إلى أدنى حد من تعرض البشرة للبعوض.